على إمتداد سنوات حياتي كانت العزلة هي رفيقي الدائم ، أشعر بأنني أفضل حال إنعزالي عن هذا العالم حتى مظهري يبدو أجمل بكثير حال عزلتي ، حتى قطّتي التي لازمتني لمدة سنتين لم تستطع التكيّف مع عُزلتي في غرفتي الكئيبة في جنوب جدة لأخذها في أحد الصباحات المُتخمة بالضجيج وأضعها أمام أحد القصور الفارهة في شمال المدينة علّها تجد مزيداً من الفرح و تسمنُ تلك الأضلاع النحيلة بما يجود عليها صاحب ذلك القصر ، كُنتُ أرى الحُزن أحياناً كثيرة في عينيها وهي مستلقيةً أمام مكتبتي التي تطبّعت هي الأخرى بطباعي ، حتى ذلك العصفور كان دوماً يحاول أن يختار الألحان المناسبة لعزلتنا فينجح تارةً و يفشل أخرى ، لم أعد أحتمل رؤيته هكذا فأخذت القفص ذات يوم إلى البحر و أعطيته الحرية لينطلق قاطعاً خيوط الشمس وناشداً مجداً جديداً ، والحق أنه كان مُتيماً بالبحر و بأصوات الأمواج المُتلاطمة .. كانت العزلة دوماً لي أساس تفكير ومُنطلقَ مجدٍ دائم ، لطالما كرهتُ الخروج من هذه الغرفة اللعينة وحين أخرج ما البث أن أشتاق للعودة إليها مرةً أخرى .
كانت العزلة مصدرَ الهامٍ دائم لي و مساحة حُرّة لأتجاذب أطراف الحديث مع نفسي و التحقيق أحياناً كثيرة مع نفسي ، كانت عُزلتي أجمل مدينة و أرقُّ نسمةٍ و أروع شاطئ ، كُنت في العزلة أُنشِدُ الحاناً ملائكية و أعزف سيمفونيات شيطانية أيضاً كُنتُ أرسم قصوراً فارهه على جدران ذكرياتي لأستيقظ صباحاً وقد تبخّرت وتهدّمت بفضل الموجات المتلاطمة التي يصدرها ذلك المُنبّه اللعين إيذاناً ببدء يوم جديد يغلي كالسعير في وجه مديري المُتعجرف ( قمت بتحطيم المنبه ذات يوم لأنه أصبح يذكّرُني به ) ، لطالما كنت مشتعلاً طوال حياتي ، بل كنت غابةً ضخمة من النيران .. تحت إضاءة مكتبتي أشرّعُ القوانين و أخوض المعارك و أفتعِلُ المظاهرات الحاشدة وأعقد الصفقات و أخطط للإغتيالات و أُطلِقُ حمائم السلام وأعزف على الجيتار و العن الخلود و أقطف حبات التين و أسكبُ أكواب النبيذ ، كُل ذلك يحصلُ كدائرة بهلوانية تبتدئ بالإنسان وتنتهي إلى ماهية الإنسان ، كانت رائحة العزلة مثيرة كأروع عطرٍ باريسي و شهيّة ولذيذه كعناق التقاء الأجساد الممتلئة بُعداً و شوقاً و حنين ، كانت العزلة دوماً خارطة طريق لي و غصن زيتون و هُدنةً أبديةً بين روحي و عقلي .
هل ستنتهي حياتي هنا وحيداً مُتقوقعاً على ذاتي في نفس تلك الغرفة المُظلمة إلا من نور كُتبي و دفاتري أم سيستقر بي الحال في أحد المصحّات العقلية كنيتشه ولكن لن تكون هناك أم لتخرجني منها طمعاً في قضاء ما تبقى من عمر بجوارها فعلى أحسن الأحوال سأقع في حب الممرضة التي تصدّت في الإعتناء بعقلي الذي لم أراه أبداً وستأخذني لبيتها كغنيمة بعد رهج سنوات الحياة .
كانت العزلة مصدرَ الهامٍ دائم لي و مساحة حُرّة لأتجاذب أطراف الحديث مع نفسي و التحقيق أحياناً كثيرة مع نفسي ، كانت عُزلتي أجمل مدينة و أرقُّ نسمةٍ و أروع شاطئ ، كُنت في العزلة أُنشِدُ الحاناً ملائكية و أعزف سيمفونيات شيطانية أيضاً كُنتُ أرسم قصوراً فارهه على جدران ذكرياتي لأستيقظ صباحاً وقد تبخّرت وتهدّمت بفضل الموجات المتلاطمة التي يصدرها ذلك المُنبّه اللعين إيذاناً ببدء يوم جديد يغلي كالسعير في وجه مديري المُتعجرف ( قمت بتحطيم المنبه ذات يوم لأنه أصبح يذكّرُني به ) ، لطالما كنت مشتعلاً طوال حياتي ، بل كنت غابةً ضخمة من النيران .. تحت إضاءة مكتبتي أشرّعُ القوانين و أخوض المعارك و أفتعِلُ المظاهرات الحاشدة وأعقد الصفقات و أخطط للإغتيالات و أُطلِقُ حمائم السلام وأعزف على الجيتار و العن الخلود و أقطف حبات التين و أسكبُ أكواب النبيذ ، كُل ذلك يحصلُ كدائرة بهلوانية تبتدئ بالإنسان وتنتهي إلى ماهية الإنسان ، كانت رائحة العزلة مثيرة كأروع عطرٍ باريسي و شهيّة ولذيذه كعناق التقاء الأجساد الممتلئة بُعداً و شوقاً و حنين ، كانت العزلة دوماً خارطة طريق لي و غصن زيتون و هُدنةً أبديةً بين روحي و عقلي .
هل ستنتهي حياتي هنا وحيداً مُتقوقعاً على ذاتي في نفس تلك الغرفة المُظلمة إلا من نور كُتبي و دفاتري أم سيستقر بي الحال في أحد المصحّات العقلية كنيتشه ولكن لن تكون هناك أم لتخرجني منها طمعاً في قضاء ما تبقى من عمر بجوارها فعلى أحسن الأحوال سأقع في حب الممرضة التي تصدّت في الإعتناء بعقلي الذي لم أراه أبداً وستأخذني لبيتها كغنيمة بعد رهج سنوات الحياة .