الاثنين، 29 يوليو 2013

(( ببيلا ))



حبيبتي ببيلا


أخفضو أصواتكم

ورتلوا أسمها ترتيلا

ياروضة بصدرالشام

يا ببيلا


ببيلا

حضنت صباي

وأزهرت فيها

أزرار عشقي

ببيلا

علمتني

كل فنون الحب

وأرتني كل شيئ جميلا

وفي حارات ببيلا

كتبت أول قصائدي

ورسمت أول لوحاتي

وفي ببيلا

تعلمت أن لاشيئ مستحيلا


ببيلا كانت

أجمل البنات

زارها الغرباء

وعاثو بجسدها

وقطعوا ظفائرها

وأحرقوا دفاترها

وسلبت من أهلها ببيلا

وأصبح يحكمها كل دخيلا



ببيلا كانت أجمل الصبايا

لم يعجب الغرباء عذريتها

تنادوا أليها 

وأغتصبوا الصبية

وقالوا أنها حبلى

بجنين اسمه الطائفية


في ببيلا

بكينا دماء ودموع

وقضينا ليال طوال

تحت ظلال الشموع

دعونا إله محمد و يسوع

وصلينا لأجل ببيلا

عسى أن يعرف

الآمان إليها سبيلا



خائف

تائه

حائر أنا

فهل عساكي

تكوني ياطفلتي الحزينة لضياعي دليلة


آه ياببيلا

ياأسيرة الجمر

ياحزن العمر

متى تعود لكي الحياة

متى تمحي من قاموسك

كلمة / مآساة /


ببيلا


ياوجعي

ياجرحي القديم

متى تنتهي

من سرطانك الأليم

وتعود لشوارعك الحياة

و نعلق على جدرانك

لوحات عشقنا القديم


من بين كل الركام

ستعودي ببيلا

من بين كل الآلام

ستشفي يا ببيلا

وسأكتب قصيدة على الرخام

بلدة أنحني لها

اكبارا و تبجيلا

لبلدة تنزف في بلدي

لصبية اسمها ببيلا



**

لكاتبها : بشار السبسبي .

السبت، 6 يوليو 2013

ليلى العفيفة ...


(( من هو ؟ )) :

جاء في " جمهرة أنساب العرب " للكلبي ما ملخصه ::
البرَّاق هو أبو نصر البرَّاق بن روحان بن أسد بن بكر بن مره من بني ربيعه ..
و هو من قرابة المهلهل و كليب إبني ربيعة بن وائل ..
و كان شاعراً مشهوراً و من أبطال العرب المعدودين و هو جاهليٌ قديم ..


(( من هي ؟ )) :

هي ليلى بنت لكيز بن مره بن أسد من ربيعة بن نزار ..
و كانت أصغر أولاد لكيز ،، و كانت تامة الحسن كثيرة الأدب .. 
خطبها كثيرون من سراة العرب ،،
و منهم عمرو بن ذي صهبان من ملوك اليمن ..
و كانت ليلى تكره أن تتزوج أحداً من غير قبيلتها ..

(( سبب تسمية ليلى بالعفيفه )) :

كما ذكرنا في ما سبق ،،
أنَّ ليلى العفيفه رفضت الزواج من الكثيرين ..
و أنَّها لا تحب أن تتزوج من غير قومها ..

كانت ليلى العفيفه تود لو أنَّ أباها زوجها
بالبرَّاق بن روحان ابن عمها و هي تدين بدينه " النصرانيه " 
إلَّا أنَّها لم تعص أمر أبيها و صانت نفسها عن البرَّاق تعففاً فلقبت
" بالعفيفه " 

(( قصة ليلى العفيفه و أسرها و تخليص البرَّاق لها من أيدي كسرى الفرس )) :

من حسن جمال ليلى و أدبها و أخلاقها الحميده ::
ذاع خبر جمالها و عفتها في جميع أنحاء الأرض ..
فوصل خبرها إلى ابن ملك الفرس وقتئذٍ ..
فقال له الملك :

ما عسى أن نبلغ منها ؟؟
و البدوية العربية تفضل الموت على أن يغشاها عجمي ..

فقال ::
نرغبها بالمال و محاسن الطعام و الشراب و الملابس 


و في إحدى الأيام نزل لكيز و بعض من معه من ربيعه ،،
نواحي من بلاد الفرس .. 
فكمن لهم ابن ملك كسرى في الطريق ،،
و أسر ليلى و ساقها معه إلى بلاد الفرس ..

عرض عليها جميع المشتهيات و المرغبات ،،
و خوفها بجميع العقوبات ،،
و عاملها بأقسى أنواع التعذيب ليرى وجهها ..
و لكنها أبت عليه ذلك ،،
" و خيرته بين أن يقتلها أو يعيدها إلى قومها " 
و لما يئس منها أسكنها في موضع ،، و أجرى عليها الرزق ..

و لما ضيق عليها العجم و ضربوها ؛؛
لتقنع بمراد ابن ملكهم ..
جعلت تستصرخ بحبيبها البرَّاق و بإخوتها ،،
و تهدد بني أنمار و إياد ..
و كانوا قد وافقوا العجم على سبيها .. 

فأنشدت تقول ::


لَـيـتَ للِـبَـرَّاقِ عَيـنـاً فَـتَـرى 
مـا أُقاسـي مِـن بَــلاءٍ وَ عَـنـا

يـا كُلَيبـاً يــا عُقَـيـلاً وَيلَـكُـم 
يـا جُنَـيـداً ساعِـدونـي بِالبُـكـا


عُـذِّبَـت أُختُـكُـمُ يــا وَيلَـكُـم 
بِعـذابِ النُكـرِ صُبـحـاً وَ مَـسـا


يَكـذِبُ الأَعـجَـمُ مــا يَقرُبُـنـي 
وَ مَعـي بَعـضُ حِساسـاتِ الحَيـا


قَيِّـدونـي غَلّلِـونـي وَ افـعَـلـوا 
 كُـلَّ مـا شِئتُـم جَميعـاً مِـن بَـلا


فَـأَنــا كـارِهَــةٌ بُغـيَـتُـكُـم 
وَ مَريرُ المَـوتِ عِنـدي قَـد حَـلا


أَتَـدُلُّــونَ عَلَـيـنـا فـارِســاً 
يـا بَنـي أَنمـارَ يـا أَهـلَ الخَنـا


يـا إِيــادُ خَـسِـرَت صَفقَتُـكُـم 
 وَ رَمى المَنظَـرَ مـن بـرد العَمـى


يـا بَنـي الأَعمـاصِ إِمّـا تَقطَعـوا 
 لِبَنـي عَدنـانَ أَسـبـابَ الـرَجـا


فَاِصطِـبـاراً وَ عَــزاءً حَـسَـنـاً 
كُـلُّ نَصـرٍ بَعـدَ ضُـرٍّ يُرتَـجـى


و اعقـدوا الرايـات فـي أقطارهـا 
و اشهروا البيض و سيروا في الضحى


يا بنـي تغلـب سيـروا و انصـروا 
 و ذروا الغفلـة عنـكـم و الـكـرى


و احـذروا العـار علـى أعقابـكـم 
و عليكـم مـا بقيتـم فـي الـورى






و لم تكد أنباء هذه القصيده تطرق أسماع البرَّاق 
حتى استنهض فرسان و شيوخ ربيعه ،،
و استفزتهم الحميه ،، و خنقتهم العبره ،،
و ساروا جميعاً لنصر ليلى ..
إلى أن أظفرهم الله بمطلبهم ،،
فانتزعوها من غاصبها ،،
و أعادوها إلى ديار ربيعة معززةً مكرمه ..
و بعد أن أعاد البرَّاق ليلى 
تكلل حبهما العفيف و الطاهر بالزواج ..


فهل في اليوم برَّاقٌ مثله ؟؟
وعفيفه مثلها ؟؟

الخميس، 4 يوليو 2013

لامية العرب



1- أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ  مَطِيِّـكُمْ         فَإنِّـي  إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ  لَأَمْيَـلُ
2- فَقَدْ  حُمَّتِ  الحَاجَاتُ  وَاللَّيْـلُ   مُقْمِـرٌ         وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ  مَطَايَـا  وَأرْحُلُ
3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ  عَنِ  الأَذَى         وَفِيهَا  لِمَنْ  خَافَ  القِلَـى  مُتَعَـزَّلُ
4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على  امْرِىءٍ           سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
5- وَلِي دُونَكُمْ  أَهْلُـون : سِيـدٌ  عَمَلَّـسٌ           وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ  وَعَرْفَـاءُ  جَيْـأََلُ
6- هُـمُ الأَهْلُ  لا مُسْتَودَعُ  السِّـرِّ  ذَائِـعٌ           لَدَيْهِمْ وَلاَ  الجَانِي  بِمَا جَرَّ  يُخْـذَلُ
7- وَكُـلٌّ  أَبِـيٌّ   بَاسِـلٌ   غَيْـرَ  أنَّنِـي           إذا عَرَضَتْ أُولَى  الطَرَائِـدِ  أبْسَـلُ
8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى  الزَّادِ  لَمْ  أكُـنْ           بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ  أَجْشَعُ  القَوْمِ  أَعْجَلُ
9- وَمَـا ذَاكَ  إلّا  بَسْطَـةٌ  عَـنْ   تَفَضُّـلٍ          عَلَيْهِـمْ وَكَانَ  الأَفْضَـلَ  المُتَفَضِّـلُ
10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ  مَنْ  لَيْسَ   جَازِيَاً           بِحُسْنَـى  ولا  في  قُرْبِـهِ  مُتَعَلَّـلُ
11- ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ  مُشَيَّـعٌ           وأبْيَضُ  إصْلِيتٌ  وَصَفْـرَاءُ  عَيْطَـلُ
12- هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ  المُتُـونِ  تَزِينُـها           رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ  إليها  وَمِحْمَـلُ
13- إذا زَلََّ عنها  السَّهْـمُ حَنَّـتْ  كأنَّـها           مُـرَزَّأةٌ  عَجْلَـى تُـرنُّ   وَتُعْـوِلُ
14- وَأغْدو  خَمِيـصَ  البَطْن لا  يَسْتَفِـزُّنيِ           إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
15- وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ  يُعَشِّـي  سَوَامَـه          مُجَدَّعَـةً   سُقْبَانُهـا  وَهْيَ   بُهَّـلُ
16- ولا  جُبَّـأٍِ  أكْهَـى مُـرِبٍّ   بعِرْسِـهِ           يُطَالِعُهـا في  شَأْنِـهِ كَيْفَ  يَفْعَـلُ
17- وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ  كَـأَنَّ   فــؤادَهُ           يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ  يَعْلُـو  وَيَسْفُـلُ
18- ولا  خَالِــفٍ  دارِيَّــةٍ  مُتَغَــزِّلٍ           يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً  يَتَكَحَّـلُ
19- وَلَسْـتُ  بِعَـلٍّ  شَـرُّهُ  دُونَ  خَيْـرِهِ           ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ  أعْـزَلُ
20- وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ  الظَّـلاَمِ  إذا  انْتَحَتْ          هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ  يَهْمَاءُ  هؤجَلُ
21- إذا  الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ  لاقَـى مَنَاسِمِي          تَطَايَـرَ   منـه   قَـادِحٌ   وَمُفَلَّـلُ
22- أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ           وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ  صَفْحاً  فأُذْهَـلُ
23- وَأَسْتَـفُّ  تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى  لَـهُ           عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ
24- ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ  مَشْـرَبٌ           يُعَـاشُ بـه  إلاّ  لَـدَيَّ  وَمَأْكَـلُ
25- وَلكِنّ  نَفْسَـاً  مُـرَّةً  لا تُقِيـمُ  بـي           علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا  أَتَحَـوَّلُ
26- وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ          خُيُوطَـةُ  مـارِيٍّ  تُغَـارُ   وتُفْتَـلُ
27- وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا           أَزَلُّ  تَهَـادَاهُ   التنَائِـفَ   أطْحَـلُ
28- غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ  الرِّيـحَ  هَافِيـاً          يَخُـوتُ  بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ
29- فَلَما لَوَاهُ  القُـوتُ  مِنْ  حَيْـثُ  أَمَّـهُ          دَعَـا  فَأجَابَتْـهُ   نَظَائِـرُ   نُحَّـلُ
30- مُهَلَّلَـةٌ   شِيـبُ   الوُجُـوهِ  كأنَّـها           قِـدَاحٌ  بأيـدي  ياسِـرٍ  تَتَقَلْقَـلُ
31- أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ  دَبْـرَهُ           مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ
32- مُهَرَّتَـةٌ   فُـوهٌ   كَـأَنَّ    شُدُوقَـها           شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ
33- فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ  بالبَـرَاحِ  كأنَّـها           وإيّـاهُ  نُوحٌ  فَوْقَ  عَلْيَـاءَ  ثُكَّـلُ
34- وأغْضَى وأغْضَتْ  وَاتَّسَى  واتَّسَتْ  بـه          مَرَامِيـلُ عَـزَّاها  وعَزَّتْـهُ  مُرْمِـلُ
35- شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى  بَعْدُ  وَارْعَوَتْ           وَلَلْصَبْرُ  إنْ  لَمْ  يَنْفَعِ  الشَّكْوُ  أجْمَلُ
36- وَفَـاءَ  وَفَـاءَتْ  بَـادِراتٍ   وَكُلُّـها           على نَكَـظٍ  مِمَّا  يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ
37- وَتَشْرَبُ  أسْآرِي  القَطَا  الكُـدْرُ  بَعْدَما          سَرَتْ قَرَبَـاً  أحْنَاؤهـا  تَتَصَلْصَـلُ
38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ  وَابْتَدَرْنَـا  وأسْدَلَـتْ           وشَمَّـرَ   مِنِّي   فَـارِطٌ   مُتَمَهِّـلُ
39- فَوَلَّيْـتُ  عَنْها  وَهْيَ  تَكْبُـو  لِعُقْـرِهِ           يُبَاشِـرُهُ  منها  ذُقُـونٌ   وَحَوْصَـلُ
40- كـأنَّ  وَغَـاها  حَجْرَتَيـْهِ   وَحَوْلَـهُ          أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ  نُـزَّلُ
41- تَوَافَيْـنَ  مِنْ  شَتَّـى  إِلَيـْهِ  فَضَمَّـهَا          كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ
42- فَغَـبَّ غِشَاشَـاً  ثُمَّ  مَـرَّتْ  كأنّـها          مَعَ  الصُّبْحِ رَكْبٌ  مِنْ  أُحَاظَةَ  مُجْفِلُ
43- وآلَفُ  وَجْـهَ  الأرْضِ  عِنْدَ  افْتَراشِـها          بأَهْـدَأَ   تُنْبِيـهِ  سَنَاسِـنُ   قُحَّـلُ
44- وَأعْدِلُ  مَنْحُوضـاً  كـأنَّ  فُصُوصَـهُ           كعَابٌ  دَحَاهَا لاعِـبٌ  فَهْيَ  مُثَّـلُ
45- فإنْ  تَبْتَئِـسْ  بالشَّنْفَـرَى أمُّ  قَسْطَـلٍ           لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى  قَبْلُ  أطْـوَلُ
46- طَرِيـدُ  جِنَايَـاتٍ  تَيَاسَـرْنَ  لَحْمَـهُ           عَقِيرَتُــهُ   لأِيِّـها   حُـمَّ    أَوَّلُ
47- تَنَـامُ إذا  مَا  نَـامَ  يَقْظَـى  عُيُونُـها          حِثَاثَـاً   إلى   مَكْرُوهِـهِ   تَتَغَلْغَـلُ
48- وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا  تَـزَالُ  تَعُـودُهُ           عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو  هِيَ أثْقَلُ
49- إذا  وَرَدَتْ   أصْدَرْتُـها   ثـمّ   إنّـها          تَثُـوبُ فَتَأتي  مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ  عَـلُ
50- فإمّا  تَرَيْنِي  كابْنَـةِ  الرَّمْـلِ  ضَاحِيَـاً          على  رِقَّـةٍ  أحْفَـى   ولا   أَتَنَعَّـلُ
51- فإنّي  لَمَولَى  الصَّبْـرِ أجتـابُ   بَـزَّهُ           على مِثْلِ  قَلْبِ  السِّمْعِ  والحَزْمَ  أفْعَلُ
52- وأُعْـدِمُ   أَحْيَانـاً   وأَغْنَـى  وإنَّمـا           يَنَـالُ  الغِنَى ذو  البُعْـدَةِ  المُتَبَـذِّلُ
53- فلا  جَـزِعٌ  مِنْ   خَلَّـةٍ   مُتَكَشِّـفٌ           ولا  مَـرِحٌ  تَحْتَ  الغِنَى   أتَخَيَّـلُ
54- ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي  ولا  أُرَى           سَؤُولاًَ  بأعْقَـاب  الأقَاويلِ  أُنْمِـلُ
55- وَلَيْلَةِ  نَحْـسٍ  يَصْطَلي  القَوْسَ  رَبُّـها           وَأقْطُعَـهُ  اللَّاتـي  بِـهَا    يَتَنَبَّـلُ
56- دَعَسْتُ على غَطْشٍ  وَبَغْشٍ  وَصُحْبَتـي          سُعَـارٌ  وإرْزِيـزٌ  وَوَجْـرٌ   وَأفَكَلُ
57- فأيَّمْـتُ  نِسْوَانَـاً  وأيْتَمْـتُ   إلْـدَةً          وَعُـدْتُ كما  أبْدَأْتُ واللَّيْلُ  ألْيَـلُ
58- وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ  جَالسـاً           فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ  يَسْـألُ
59- فَقَالُـوا: لَقَدْ  هَـرَّتْ  بِلَيْـلٍ  كِلَابُنَـا          فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ  عَسَّ  فُرْعُـلُ
60- فَلَمْ  يَـكُ  إلاَّ  نَبْـأةٌ  ثُـمَّ  هَوَّمَـتْ           فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ  أجْـدَلُ
61- فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ  لأبْـرَحُ  طارِقـاً          وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها  الإنسُ  تَفْعَلُ
62- وَيومٍ  مِنَ  الشِّعْـرَى  يَـذُوبُ  لُعَابُـهُ          أفاعِيـهِ  فـي  رَمْضائِـهِ  تَتَمَلْمَـلُ
63- نَصَبْـتُ له وَجْهي  ولا  كِـنَّ  دُونَـهُ          ولا سِتْـرَ إلاَّ  الأتْحَمِـيُّ  المُرَعْبَـل
64- وَضَافٍ إذا  طَارَتْ  له  الرِّيحُ  طَيَّـرَتْ           لبائِـدَ  عن  أعْطَافِـهِ  ما   تُرَجَّـلُ
 65- بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ  والفَلْيِ  عَهْـدُهُ           لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ
66- وَخَرْقٍ كظَهْرِ  التُّـرْسِ  قَفْـرٍ  قَطَعْتُـهُ          بِعَامِلَتَيْـنِ ،  ظَهْـرُهُ  لَيْسَ  يُعْمَـلُ
 67- فألْحَقْـتُ   أُوْلاَهُ   بأُخْـرَاهُ   مُوفِيَـاً          عَلَى  قُنَّـةٍ  أُقْعِـي  مِرَارَاً   وَأمْثُـلُ
68- تَرُودُ  الأرَاوِي  الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها          عَـذَارَى  عَلَيْهِـنَّ  المُلاَءُ   المُذَيَّـلُ
69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ  حَوْلِي  كأنّنـي           مِنَ العُصْمِ أدْفى  يَنْتَحي  الكِيحَ  أعْقَلُ