السبت، 6 يوليو 2013

ليلى العفيفة ...


(( من هو ؟ )) :

جاء في " جمهرة أنساب العرب " للكلبي ما ملخصه ::
البرَّاق هو أبو نصر البرَّاق بن روحان بن أسد بن بكر بن مره من بني ربيعه ..
و هو من قرابة المهلهل و كليب إبني ربيعة بن وائل ..
و كان شاعراً مشهوراً و من أبطال العرب المعدودين و هو جاهليٌ قديم ..


(( من هي ؟ )) :

هي ليلى بنت لكيز بن مره بن أسد من ربيعة بن نزار ..
و كانت أصغر أولاد لكيز ،، و كانت تامة الحسن كثيرة الأدب .. 
خطبها كثيرون من سراة العرب ،،
و منهم عمرو بن ذي صهبان من ملوك اليمن ..
و كانت ليلى تكره أن تتزوج أحداً من غير قبيلتها ..

(( سبب تسمية ليلى بالعفيفه )) :

كما ذكرنا في ما سبق ،،
أنَّ ليلى العفيفه رفضت الزواج من الكثيرين ..
و أنَّها لا تحب أن تتزوج من غير قومها ..

كانت ليلى العفيفه تود لو أنَّ أباها زوجها
بالبرَّاق بن روحان ابن عمها و هي تدين بدينه " النصرانيه " 
إلَّا أنَّها لم تعص أمر أبيها و صانت نفسها عن البرَّاق تعففاً فلقبت
" بالعفيفه " 

(( قصة ليلى العفيفه و أسرها و تخليص البرَّاق لها من أيدي كسرى الفرس )) :

من حسن جمال ليلى و أدبها و أخلاقها الحميده ::
ذاع خبر جمالها و عفتها في جميع أنحاء الأرض ..
فوصل خبرها إلى ابن ملك الفرس وقتئذٍ ..
فقال له الملك :

ما عسى أن نبلغ منها ؟؟
و البدوية العربية تفضل الموت على أن يغشاها عجمي ..

فقال ::
نرغبها بالمال و محاسن الطعام و الشراب و الملابس 


و في إحدى الأيام نزل لكيز و بعض من معه من ربيعه ،،
نواحي من بلاد الفرس .. 
فكمن لهم ابن ملك كسرى في الطريق ،،
و أسر ليلى و ساقها معه إلى بلاد الفرس ..

عرض عليها جميع المشتهيات و المرغبات ،،
و خوفها بجميع العقوبات ،،
و عاملها بأقسى أنواع التعذيب ليرى وجهها ..
و لكنها أبت عليه ذلك ،،
" و خيرته بين أن يقتلها أو يعيدها إلى قومها " 
و لما يئس منها أسكنها في موضع ،، و أجرى عليها الرزق ..

و لما ضيق عليها العجم و ضربوها ؛؛
لتقنع بمراد ابن ملكهم ..
جعلت تستصرخ بحبيبها البرَّاق و بإخوتها ،،
و تهدد بني أنمار و إياد ..
و كانوا قد وافقوا العجم على سبيها .. 

فأنشدت تقول ::


لَـيـتَ للِـبَـرَّاقِ عَيـنـاً فَـتَـرى 
مـا أُقاسـي مِـن بَــلاءٍ وَ عَـنـا

يـا كُلَيبـاً يــا عُقَـيـلاً وَيلَـكُـم 
يـا جُنَـيـداً ساعِـدونـي بِالبُـكـا


عُـذِّبَـت أُختُـكُـمُ يــا وَيلَـكُـم 
بِعـذابِ النُكـرِ صُبـحـاً وَ مَـسـا


يَكـذِبُ الأَعـجَـمُ مــا يَقرُبُـنـي 
وَ مَعـي بَعـضُ حِساسـاتِ الحَيـا


قَيِّـدونـي غَلّلِـونـي وَ افـعَـلـوا 
 كُـلَّ مـا شِئتُـم جَميعـاً مِـن بَـلا


فَـأَنــا كـارِهَــةٌ بُغـيَـتُـكُـم 
وَ مَريرُ المَـوتِ عِنـدي قَـد حَـلا


أَتَـدُلُّــونَ عَلَـيـنـا فـارِســاً 
يـا بَنـي أَنمـارَ يـا أَهـلَ الخَنـا


يـا إِيــادُ خَـسِـرَت صَفقَتُـكُـم 
 وَ رَمى المَنظَـرَ مـن بـرد العَمـى


يـا بَنـي الأَعمـاصِ إِمّـا تَقطَعـوا 
 لِبَنـي عَدنـانَ أَسـبـابَ الـرَجـا


فَاِصطِـبـاراً وَ عَــزاءً حَـسَـنـاً 
كُـلُّ نَصـرٍ بَعـدَ ضُـرٍّ يُرتَـجـى


و اعقـدوا الرايـات فـي أقطارهـا 
و اشهروا البيض و سيروا في الضحى


يا بنـي تغلـب سيـروا و انصـروا 
 و ذروا الغفلـة عنـكـم و الـكـرى


و احـذروا العـار علـى أعقابـكـم 
و عليكـم مـا بقيتـم فـي الـورى






و لم تكد أنباء هذه القصيده تطرق أسماع البرَّاق 
حتى استنهض فرسان و شيوخ ربيعه ،،
و استفزتهم الحميه ،، و خنقتهم العبره ،،
و ساروا جميعاً لنصر ليلى ..
إلى أن أظفرهم الله بمطلبهم ،،
فانتزعوها من غاصبها ،،
و أعادوها إلى ديار ربيعة معززةً مكرمه ..
و بعد أن أعاد البرَّاق ليلى 
تكلل حبهما العفيف و الطاهر بالزواج ..


فهل في اليوم برَّاقٌ مثله ؟؟
وعفيفه مثلها ؟؟

هناك تعليق واحد: