السبت، 2 أغسطس 2014

شعر أبي مسلم الروحاني البهلاني ,, القصيدة غير مكتمله

تلك البوارق حاديهِّنَّ مرنانُ = فما لطرفِكَ يا ذا الشجوِّ وسنانُ
شقتْ صوارمهُا الارجاء واهتزعتْ = تُزجي خميسا له في الجوِّ ميدانُ
تبجستْ بهزيمِ الودقِ منبعقا = حتى تساوت به أكمٌ وقيعانُ
سقى الشواجن من رُضوى وغصّ به = سِرٌّ وجوفٌ وغصّت منه جرنانُ
وجلّل السهل والاوعار معتمدا = ربوع ماضم (عِنْدام) و (جعلانُ)
وراح ينضحُ للجرداءِ ساحتها = وطمّ ماردّ صفنانٌ وصخنانُ 
يريقُ في الجوِّ منهُ ريقٌ هطلٌ = في لوحهِ من سناءِ البرقِ ألوانُ
إن هيّجَ البرق ذا شجوٍ فقد سهرتْ = عيني وشبتْ لشجوِ النفسِ نيرانُ
وصيّرَ البرقُ جفني من سحائبهِ = يا برقُ حسبك ما في الارضِ ضمآنُ
إني أشحُ بدمعي ان يسحُ على = أرضٍ وما هي لي يا برقُ أوطانُ
هبْكَ أستطرتَ فؤادي فاستبق رمقي = الى معاهدَ لي فيهّن اشجانُ 
تلك المعاهدُ ما عهدي بها انتقلت = وهّنَ وسط ضميري الآنَ سُكّانُ
نأيتُ عنها ولكن لا أفارِقُها = بلى كم أفترقتْ روحٌ وجثمانُ
وكيف أنسى عهودي في مسارِحِها = وهُنَّ بين جنانِ الخلدِّ بطنانُ
أم كيف يمكنُ سلواني فضائِلهَا = نعم ، لديَّ لذا السلوانُ سلوانُ
معاهدٌ شاقني منها محاسُنَها = أن شاق غيَّر آرامٌ وغزلانُ
لها على القلبِ ميثاقٌ يبوءُ به = أن باءَ بالحبِ في الاوطانِ أيمانُ
نزحُتُ عنها بحكمٌ لا أغالبهُ = لا يغلبُ القدرَ المحتومَ أنسانُ
كأنني واغترابي والغرامَ بها = حيءٌ قضى خلّفتهُ بعدُ أحزانُ
هِيَ النوى جعلتني في محاجِرِها = مثل الخيالِ وروحِ ثَمَّ جثمانُ
أعيشُ في غربةٍ عيشَ السليمِ على = رغمي وليس الى الترياقِّ أمكانُ
يا برقُ حركْ همومي أن تكُنْ سكنتْ = فكلُ حظيَّ تحريكُ وإِسْكَانُ 
ما زال ينشطُ بي همي وأصبرهُ = وناشطُ الهممِ لا تزويِِِِهِ ارسانُ
يا برقُ هل والحنايا من ضعى ضعفتْ = تأنف الطفَّ حياضٌّ وهتانُ
وهل ذرى القصفِ فالمقراةُ معشِبتٌ = وهل قطينُ بعلياء قاعدٍ بانُ
عهدي بها ونظيرُ العيشِ يصحبُها = والدهرُ في غفلةٍ والشهبُ خوانُ


نشأةُ فيها وروضاتي ومرتفعي = روح الفضيلةِ لا رندٌ وريحانُ
أرتاحُ فيها الى خلٍ فيبهرني = صدقٌ وقصدٌ ومعروفٌ وعرفانُ
فحَالَ حكمُ النوى بيني وبينهمُ = هنا تيقنتُ ان الدهرَ خوانُ
حتى متى اتقاض الدهرَ قربهمُ = والدهرُ يهرمُ والامالُ ولدّانُ
حتى متا يا دهرُ لا تبقي على بشرٍ = حرٍ وحتى ضيمِ الحرِّ إحسانُ
آكلُ رايكَ حربي أم لها أمدٌ = فأن عهدي وللحالاتِّ ألوانُ 
حُلَ العقالَ واطلقني الى سعتي = ففي سجونك للميدانِّ فرسانُ
يا دهرُ يا باخسَ الاحرارِ حقهمُ = أعطي العدالةَ أن الله ديانُ
فيما التقصي بأهلِ الفضلِ أن نقضتْ = حسناك زادوا وإن شأنً ورزانُ 
لا يثقلونَ وان خفتْ عياضهمُ = عن الندى ولهم بالحلمِ رجحانُ
أخفى غباركَ يا دهري محاسنهمُ = فأن دعوتهمُ في نكبتٍ بانُ
أن تعرف الحقَ فيهمْ لم تذذ أسدا = عن الورودِ وعيرُ الحيِّ ريانُ
يا ناقلَ العيسِ من علياءَ (بدية) حيث = هم ثل [يحمدُ] الحايزون المجد قطانُ 
خِلفْ وراءكَ عزا و (المضيرب) و ( الدريز) = و(القابل) الراسي بها الشأنُ
وخلي (إبراء) أعلاها وأسفلها = حيثُ القطينُ ملوكُ الناس [قحطانُ] 
وخذ بأوُجِجِها عن ساحتي (سمدٍ) = مياسرَ الفتحِ حيثُ الحيُ [كهلانُ]
ودعْ وراءكَ أن غربتَ أخشبتٍ = تجري المجرةُ فيها وهيَ سدرانُ
ويا امن (الدوحه) و (الخضراء) منتحياً = أفنىء حلفينا حيث السوحُ جرنانُ
واعمل الى (الجوفِ) واستظهرْ اسافِلها = أرض { لعامرَ } أهل الفضلِّ أوطانُ
وأفرقْ بها البيداء حتى يستبينَ لها = (فرقٌ) على بيضةِّ الاسلامِّ عنوانُ 
فإن تيامنت (الحوراءُ) شاخصتاً = لها مع السحبِ أكنافٌ وأحضانُ
فحطَ رحلكَ عنها أنها بلغتْ = (نزوى) وطافت بِهارِّ المجد أركانُ
فطالما وخذتْ التبغيلُ بانتها = كأنهنَّ مع الانظاء عقبانُ
أنزلْ فديتُكَ عنها أن حاجتها = عدلٌ وفضلٌ وانصافٌ واحسانُ
أنزل فديتكَ عنها أن وجهتُها = تختُ الآئمةِّ مذ كانتْ ومذُ كانُ 
هنالك أنزل وقبِلّ تربةً نبتتْ = بها الخلافةُ والأيمانُ أيمانُ
انزل على عرصاتٍ كلها قدسٌ = للحقِ فيهنَّ أزهارُ وافنانُ 
انزل على عذباتِ النّورِ حيثُ حوتْ = أئمةٍ الدينِ قيعانٌ وظهرانُ 
حيثُ الملائكةُ أحتلتْ مشاهدهمْ = لها على الحلِّ والتعريجِ آدمانُ 
أرضٌ مقدسةٌ قد بوركتْ وزكتْ = تنصبُ فيها من الآنوارِّ مِعنانُ 
ما طار طائرها للهِ محتسباً = لهُ جناحانِّ أيقانٌ وعرفانُ 
إلا وقام يمينُ اللهِ ساعدهُ = والفتحُ والنصرُ والتأييدُ أعوانُ 
ميمنةٌ بركاتُ اللهِ تنفحها = واليُمنُ يثمرهُا علمٌ وإيمانُ
رستْ بها هضبةْ الاسلامِ من حقبا = وإن قضتْ بإستارِ العدلِّ أحيانُ 
قديمةُ الذكرِّ عاد الدين عائدها = من يوم أصبحَ توحيدٌ وقرآنُ
قامتْ بها قبةُ الاسلامِ شامختاً = حتى تواضعَ [بهرامٌ] و [كيوانُ]
ولمْ تزل عرصةً للعدلِّ عاصمةً = للاستقامةِ فيها الدهرُ سلطانُ 
كم أشهرَ اللهُ فيها من حسامِّ هدىً = كأنها لسيوفِّ الله أجفانُ
كِنانةٌ لسهامِ اللهِ ما فرغتْ = مذ كان للجورِّ سلطانٌ وشيطانُ 
بحجةِ اللهِ قامتْ في الشقاقِّ لها = بدين ذي الثفناتِّ الحبرِّ آيقانُ
لسِيرها واختصاص اللهِ قائمها = بل لنصرِ والفتحِ برهانٌ وبرهانُ
تعاقبتْ خلفاءُ اللهِ منصبِها = منذُ [الجلندى] وختمُ الكلِّ [عزانُ] 
أئمةٌ حُفِظَ الدينُ الحنيفُ بهمْ = من يومِ قيلَ لدينِ اللهِ آديانُ
صيدٌ شراةٌ أباتُ الضيمِ آسْدُ شراً = شمسُ العزائمِ أو اهونَ رهبانُ
سفنٌ النجاةِ هداةُ الناسِ قادتهمْ = طهرُ السرائرِ للاسلامِ حيطانُ
تقيولوا مِدَحَ القرآنِّ أجمعها = إذا أستحقَ مديحَ الله آيمانُ
جدوا الى الباقياتِ الصالحاتِ فلمْ = يفتهمُ في التقصي سرٌ واعلانُ
على الحنيفِيةِ الزهراءُ سيرتهمُ = والوجهُ والقصدُ إيمانُ وإحسانُ 
بسيرة [العمريين] استلآموا وسطوا = لشربةِ (النهروانِ) الكلُ عطشانُ 
صعبُ الشكائمِ في ذاتِ الآلهِ = فأن حناهمُ الحق عن مكروهةٍ لآنوا 
مسومين لنصرِ اللهِ أنفسهم = أرواحهمْ في سبيلِ اللهِ قربانُ
سبقٌ إلى الخير عن جداً وعن كيسا = دانوا النفوسَ فعُزةْ حيثما دانوا 
سيماهمُ النورُ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ = وهديهمْ سنةٌ بيضاءُ تبيانُ 
مقيدونَ بسمعُ الناسِ في حقٍ وابصرهُمْ = وفي سواهمُ صمٌ وعميانُ 
لم تُلهِهِمْ زهرةُ الدنيا وزخُرُفُها = إذ همهمْ صالحٌ يتلوهُ رضوانُ 
باعوا بباقيةِ الرضوانِ فأنِيهمْ = كأن لذة هذا العيشِّ آوثانُ
وقفٌ على السنةِ البيضاءِ سعيهمُ = وفي الجهادِّ ان عزوا وان هانوا 
ما زايلت خطوةً المختارِّ خطوتهمْ = ولا ثنى عزمهمْ نفسٌ وشيطانُ 
فجاهدوا واستقاموا في طريقتهِ = عزوهمُ لصروحِ الدينِّ سلطانُ 
أولئكَ القومُ انواري هديتُ بهم = عقبى محبتِهم عفوٌ وغفرانُ
أئمتي عمدتي ديني محجتهُمْ = غوثي إذا ضاقَ بي في الكونِ إِمكانُ 
لا يقبلو اللهُ ديناً غير دينِهِمُ = ولا يصحُ الهدى إلا بما دانوا 
من عهدِ (بدرٍ) و (أحد) لا تزحزِهمْ = عن موقفِ الحقِّ أزماتٌ وأزمانُ 
حقيقةُ الحقِّ ما دانوا بهِ وأتوا = وما عداهُ أخاليطٌ وخمّانُ 
إن يشُرفِ الناسُ في الدنيا بثورتِهِمْ = فثورةُ القومِ أخلاصٌ وإيقانُ 
للهِ ما جمعوا للهِ ما تركوا = للهِ إن قبضوا للهِ إن بانوا 
أزكى الصنيعيينِ ما كان الهدى معهُ = لديهمُ ولهم في الحقِّ رجحانُ
تراهمُ في ضميرِ الليلِ صيرهمُ = مثل الخيالاتِ تسبيحٌ وقرآنُ 
لا يعرفُ العدلُ إلا في إستقامتِهِمْ = لم يوفي إلا لهم بالعدل ميزانُ
بالذبِّ عن حرماتِ اللهِ شأنهمُ = لا شأنَ دنياهمُ نيلٌ وحرمانُ
رضوا ببلغةِ محياهمْ على حذرٍ = منها كأنهمُ بالبلغةِ أختانُ
سيمَ التعففِّ تكسوهمْ جلال غناً = فالقلبُ في شبعٍ والبطنُ خمصانُ 
سمتْ الملوكِ وهديُ الانبياء على = أخلاقِهِمْ فكأنَ الفقرَ تيجانُ
تمثلتْ لهمُ الدنيا فما جهلوا = حقيقةَ الامرِّ إن العيشَ ثعبانُ
جازوا الجسورَ خفافَ الحالِ وقرهُمُ = زهدٌ وخوفٌ واصغارٌ وشكرانُ 
فاز المخفونَ من دارِ الغرورِ فلا = خوفٌ عليهم ولا بالقومِّ أحزانُ
مضوا وأثارهمْ نورٌ وذكرهمُ = رحمى ومضجعهمْ روحٌ وريحانُ 
تتابعوا دولةً في أثرِّ سابقةٍ = كما جلى الرسلُ أحيانٌ فأحيانُ
حتى أنجلا الكوكبُ الدريُّ فأنكشفت = بنورهِ عن وجوهِّ الحقِّ أعيانُ 
هنالك أنبعثتْ روحُ الحياةِ إلى = جسم الوجودِ وقد أرداه طغيانُ 
وقام للحقِّ شأنٌ بعدما لغبتْ = من الكوارثِ أحكامٌ وأديانُ 
وأصلتْ الله أصليتاً يحسُ بهِ = سواعداً شدها بغيٌ وكفرانُ 
وأعربَ الكونُ عن بشرى ضمائرهِ = فالكائنات أغاريدٌ وألحانُ 
أمنيةٌ رقبَ الآسلامُ طلعتها = أتاحها الله لم يضربْ لها آنُ
وللأمانيِّ أوقاتٌ إذا قدرتْ = وللأمانيِّ أياتٌ وإذانُ 
تمنعتْ في خدورِ الغيبِّ أونةً = ثم أنجلتْ فتجلى عدلٌ وأحسانُ 
ما ساورتها صروفِ الدهرِ إذ نجمتْ = وما لردِّ مُرادِ الله أمكانُ 
وحكمتة اللهِ في التدبيرِّ قاهرتٌ = وقائدُ العقلِّ في المقدارِ حيرانُ
يقضي بما شاءَ والاسبابُ جامدةٌ = ويُحِكمُ الامرَ والافكارُ عميانُ 
يختصُ من شاء بالرحمى ويصرفها = عمن يشاءُ وفي الحكمينِّ رحمانُ 
إن الذي يتعاطاهُ الذكى لذى = حكمِ المقاديرِّ تخمينٌ وبهتانُ 
ما حيلةُ الظنِّ والاوهامُ في قدرٍ = إلا قصورٌ وعجزٌ ثم إذعانُ 
لابد أن تربطَ الاوهامُ وحدتهُ = ولا تطاولَ تقريبٌ وإمعانُ
خذْ ما أتاكَ وسلمها لخالقها = فالشأنُ لا يغيرَ للكوانِّ ديانُ 
أنظر إلى دولةٍ أعيتْ معاجزها = رأيَ العقولِ ففيها ثمَّ برهانُ 
أرادها اللهُ فحتلتْ مناصِبها = والعقلُ في نصبٍ والكونُ أشجانُ 
بأسهمِّ اللهِ ترمي من يقاومها = ولا يقومُ لسيفِّ الحقِّ بطلانُ
إن الأسنه لا تعدوا مقاتلها = إن شدَّ بالجدِّ والتوفيقِّ مطعانُ 
عادتْ إلى جذليها من طولِّ غربتها = خلافةُ اللهِّ والاسلامُ جذلانُ 
عنايةُ اللهِ تحدوها لموطنها = وللخلافةُ في الاسلامِّ أوطانُ 
تنحوا ببجذتِها العلياء وبؤبؤها = وشأنها لمضاضِّ المجدِّ خلصانُ

تخلدَّ العقدَ منها صدرُ قيمتها = صدرُ بخالصةِّ الايمانِّ مليانُ 
هٌمامها العاصمُ الكافي لعصمتها = لهُ على حملِها جدٌّ وإقرانُ 
سميدعٌ مثلُ صدرِّ السمهريِّ لهُ = في هضبتِّ المجدِ أجثالٌ وأغصانُ 
رحبُ المباءتِّ قرمٌ لا بوىء لهُ = بفضلهِ شهدتْ سهلٌ واحسانُ 
مشمرٌ أحوذيٌ رأيهُ فلقٌ = وعزمهُ قبلَ وضعَ الرمحِّ طعّانُ 
مروعٌ ألمعيٌ في بصيرتهِ = من الذكائي لمحضِّ الرأي تبيانُ 
تحكمتْ من أصيلِ الرأيِ فِطِنتُهُ = كأنها فيهِ أبصارٌ وأذانُ 
يطوي عزائمَ بالتقوى وينشُرُها = كأنهَّنَّ بخصمِ اللهِ نيرانُ 
أصارهُ علِمهُ باللهِ محض هدىً = وغيرُ بدعٍ هدىً يذكيهِ عرفانُ 
لم يتركِ العلمُ منهُ موضعاً كدراً = يمثلُ الشمسُ منهُ الذاتُ والشأنُ 
ما زالَ تمحصهُ التقوى ويمحصها = وسرهُ ملكٌ والشخصُ أنسانُ 
حتى تمحضَ نُوراً لا يكدرهُ = خيرٌ وشرٌ وأغيارٌ وأعيانُ 
والعلمُ باللهِ والاخلاصُ عارفةٌ = من الكريمِ وتخصيصٌ وإحسانُ 
مواهبٌ ساقها من فيضِّ رحمتهِ = لأنفسٍ مالها في الناسِ حسبانُ 
يعُدها الناسُ من أحجارِ سوُحِيِّهِمُ = وهنَّ في ملكوتِّ اللهِ شهبانُ 
يمشونَ بُلهاً وهمُ النفسِ في كيسٍ = والعقلُ في الوجدِ بالمشهودِّ ولهانُ
والفتحُ يقصدُ قلباً ما بهِ سعةٌ = إلا لمن لم تسعهُ قطُ أكوانُ 
محبةُ اللهِ سرٌ حيثُ ما صدقتْ = لها على عالمِ الامكانِ سلطانُ 
تعطيكَ فتحاً وإن سدتْ مغاليقهُ = وطورُ علقكَ في ذا الفتحِّ حيرانُ 
فلا عليكَ إذا صحةْ محبتهُ = إذا وفاءَ لكَ هذا الخلقُ أو خانُ 
للهِ ما أنفسٌ في سرِها أشتعلتْ = بالحبِّ للهِ أنوارٌ ونيرانُ 
تحلُ في الارضِ والالبابُ طائرةٌ = في عالم فيهِ أهلُ اللهِ نُدمانُ 
ريانةٌ بشرابِ الحبِّ محرقةٌ = والحالَ صحوٌ وكلِ الشربِ نشوانُ 
تلكَ النفوسُ التي هذا الامام لها = قطبٌ ومورِدهُ الصافي لها حانُ 
خاضَ الحقيقةَ كشفاً فستقامَ لهُ = كشفٌ وشرعٌ وتكميلٌ وسلطانُ 
جاءتْ إمامتهُ والارضُ مظلمةٌ = والناسُ فوضى وأهلُ الجورِّ ذوبانُ 
فأشرقَ العدلُ في أرجاءِها ولقي = عز المفاسدِ إرهاقٌ وإيهانُ 
جاءتهُ ما كانَ بدعاً من أئِمتها = من جدهِ أبنُ [ تميمٍ ] المجدِّ [ عزانُ ] 
في ضئضاءٍ العزةِ القعساءِ محتدهُ = إذا تفاخرَ [ قحطانٌ ] و [ عدنانُ ] 
بذروةِ [ اليحمد ] الصيدِ الملوكِ لهُ = أعراقُ مجد وأساسٌ وبنيانُ 
لا ينكروا الناس ما للقومِّ مِنْ قدمٍ = وكيف يلحقُ عينَ الشمسِّ نكرانُ 
أحسابهمْ ومعاليِهمْ ودينهمُ = كواكبٌ وهداياتٌ ورضوانُ 
ما أختارهُ اللهُ صفواً من خُلاصتِهمْ = إلا وللصفوِّ من اكرامهِ شانُ 
يا سالمَ الدينِ والدنيا ابن راشدَ خذْ = أمانةَ اللهِ والاقدارُ أعوانُ 
أنت الضليعُ بها حملاً وتأديةً = إذ كلُ همكَ تدبيرٌ وأتقانُ 
إحذرْ واصعدْ وأيقنْ إن صاحبها = سيفٌ من اللهِ لا تحويهِ إجفانُ 
يسُوسُهُا مؤمنٌ باللهِ معتصمٌ = وخيرُ ما دبرَ الاملاكَ إيمانُ 
للإستقامةِ في تقديرهِ قبسٌ = فظنهُ تحتَ نورِّ اللهِ إيقانُ 
لا يصرفُ الفكرَ في شيءٍ فيخلفهُ = لانهُ من فيوضِ الكشفِّ ملآنُ 
والمؤمنونَ بنورِّ اللهِ ناظرةٌ = عيُونهمْ وبعينِ الله أعيانُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق