الجمعة، 13 أبريل 2012





( اسكني يا جراح )



أُسْكُتي يا جرَاحْ  **  وأسكني يا شجونْ

ماتَ عهد النُّواحْ  **  وَزَمانُ الجُنُونْ

وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ  **  مِنْ وراءِ القُرُونْ

في فِجاجِ الرّدى  ** قد دفنتُ الألَمْ

ونثرتُ الدُّموعْ  ** لرياحِ العَدَمْ

واتّخذتُ الحياة  **   مِعزفاً للنّغمْ

أتغنَّى عليه **    في رحابِ الزّمانْ

وأذبتُ الأسَى  **  في جمال الوجودْ

ودحوتُ الفؤادْ  ** واحة ً للنّشيدْ

والضِّيا والظِّلالْ  **  والشَّذَى والورودْ

والهوى والشَّبابَّ  **  والمنى والحَنانْ

اسكُني يا جراحْ  **  وأسكُتي يا شجونْ

ماتَ عهدُ النّواحْ  **  وزَمانُ الجنونْ

وَأَطَلَ الصَّباحْ  **  مِنْ وراءِ القُرونْ

في فؤادي الرحيبْ **  مَعْبِدٌ للجَمَالْ

شيَّدتْه الحياة ْ  **  بالرّؤى ، والخيال

فَتَلَوتُ الصَّلاة  **  في خشوع الظّلالْ...

وَحَرقْتُ البخور... وأضأتُ الشُّموع

إن سِحْرَ الحياة  ْ **  خالدٌ لا يزولْ

فَعَلامَ الشَّكَاة ْ  **  مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ

ثمَ يأتي الصبَّاح  **  وتمُرُّ الفصولْ..؟

سوف يأتي رَبِيعْ  **  إن تقضَّى رَبِيعْ

فاسكُنِي يا جراحْ  ** وأسكتي يا شجونْ

ماتَ عهدُ النّواح  **  وَزَمانُ الجنونْ

وأطلَّ الصَّباحْ  ** مِن وراءِ القُروُنْ

من وراءِ الظَّلام ْ **  وهديرِ المياهْ

قد دعاني الصَّباحْ  **  وَرَبيعُ الحَيَاهْ

يا لهُ مِنْ دُعاءُ  ** هزّ قلبي صَداهْ

لَمْ يَعُد لي بَقاء  ** فوق هذي البقاعْ

الودَاعَ! الودَاعَ! ** يا جبالَ الهمومْ

يا هضَبابَ الأسى !  ** يا فِجَاجَ الجحيمْ

قد جرى زوْرَقِي  **  في الخضمِّ العظيمْ...

ونشرتُ الشراعْ... فالوَداعَ! الوَداعْ



أبو القاسم الشابي .


**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق